الخميس، 30 نوفمبر 2017

قامت الكاتبة الفنّانة التّشكيليّة وضحة سعيد شعيب برفقة قرينها الكاتب الفنّان التّشكيلي حسين أحمد سليم بزيارة تبريكيّة لسعادة السّفير الأستاذ هيثم محمود حيدر بمنزله ببلدة رأسمسقا في محافظة الشّمال حيث تمّ الإستقبال بحفاوة مميّزة... قام خلالها سعادة السّفير بتعريفنا لوالدته و قرينته و حضر اللقاء الفنّان التّشكيلي العالمي الدّكتور محمّد حسين حسين و هو إبن خالة سعادة السّفير... وكان تبادل أراء حول تفعيل دور الفنّان التّشكيلي و ضرورة دعمه من وزارة الثّقافة اللبنانيّة... و قامت الفنّانة التّشكيليّة الكاتبة وضحة سعيد شعيب بتقديم لوحة من أعمالها الخطوطيّة الهندسيّة تحمل آية: ن و القلم و ما يسطرون تقديمها هديّة لسعادة السّفير هيثم محمود حيدر... و سعادة السّفير تجمعنا به صلة رحم و قربى نسبيّة إضافة للإنسانيّة و الفكريّة و الفنّيّة...

الجمعة، 17 نوفمبر 2017

استهلال لكتاب: مرايا و خواطر... قراءات صوفيّة فلسفيّة في لوحات الكاتب الفنّان التّشكيلي الخطوطي حسين أحمد سليم.
بقلم: فضيلة الشّيخ الدّكتور حسن محمود الشّلّ
زارني حسين أحمد سليم آل الحاجّ يونس في العشرين من شهر تمّوز لعام ألفين و سبعة عشر بعد اتّصال هاتفيّ يخبرني بأنّه سيزورني، و لقد شرّفني بزيارته، و سعدت بها...
لم أُقدّم حسين سليم بصفة المهندس، أو الكاتب، أو الفنّان التّشكيليّ، أو الرَّسَّام، أو المصمّم، لسببين، أوّلهما: أنّه أخ و صديق عتيق، و لكلمة"عتيق" معنيان أقصدهما، وهما: قديم،و نفيس، و ثاني الأسباب: هو أنّني لا أعلم بأيّ وجه سوف يأتيني هذه المرّة؛ فمذ عرفته من عشرين عاماً تقريباً، كان يأتيني في كلّ مرّة بوجه جديد مشرق، و كأنّه متعدّد الاتّجاهات و الانطلاقات؛ مرّة بصفته الكاتب، و مرّة الرّسّام... و هكذا، و أمّا اليوم فلا أُنكر أنّه فاجأني، و سرّني بوجه جديد هو وجه الخطّاط المبدع، الضّائع بين زخرفات الخطوط العربيّة، و منمنمات النّقوش البديعة، و تموّجات الكلمات الإلهيّة المقدّسة، و هندسة الحروف و الأشكال، و مكوّنات العالم الجماليّة.
في زيارته هذه كان يشبه ذاته في زياراته السّابقة بشيء واحد فقط، و هو أنّه كان يشتعل نشاطاً؛ يتكلّم، يتحرّك،ينفعل، يستعرض التّاريخ، و يروي التّجارب، و يذكر الأشخاص، و يتلو حواراتهم، و ينوّع الأحاديث، و لا يقرّ له قرار، و يلاحق الإنجاز وراء الإنجاز، و كأنّه في سباق مرير مميت مع الزّمن، و هذه الحماسة سبب آخر...
أطلعني في هذه الزِّيارة الأثيرة على كتاب الدّكتور الأديب جمال زعيتر "أضحى مبارك: مسيرة و مسار"، و هو قراءة نقديّة للوحته الّتي هي بالعنوان نفسه، و قد أهداني نُسخة مزيّنة بتوقيعه الغريب الخاصّ، و قد عرض عليّ فكرةَ أن أقرأ مجموعة من لوحاته قراءة وجدانيّة صوفيّة، أو بشكل تأمّلات و خواطر و إيحاءات. أعجبتني الفكرة، و جذبتني؛ فوافقت، و لم أتذكّر أنّني الآن مشغول بإعداد أُطروحة الدّكتوراه في اللّغة العربيّة و آدابها، و نسيت أنّني أعمل على مجموعة قصصيّة بعنوان:" قصص متوحّشة"، هذا إلى التزامي بتدريس اللّغة العربيّة، و المشاغل الدّعويّة، و حملي مشعل الدّفاع عن القرآن، و عن الكلمة.
نسيت لأنّني وجدتها فرصة لا تعوّض لأنْ أُبحر في خبايا الخطّ العربيّ الّذي أُحبُّ، خاصّة إذا كان الحرف أُقنوماً من أقانيم القداسة؛ فكيف إذا كان أيقونة إسلاميّة؟ و كيف إذا كانت الكلمة هي كلمة الكلمات، و هي سيّدة الكلمات؛ كلمة الوجود؛ كلمة الإيجاد و الإمداد، كلمة الفضل و النِّعم و الآلاء التي لا تعدُّ ولا تُحصى؛ أنشودة الذّاكرين، و ترانيم المحبّين، و تسبيح المسبّحين، و تهليل المهلّلين، و تكبير المكبّرين، و توحّد العارفين، و ضياع الرّاشدين، و تصوّف الزّاهدين، و عرفان العارفين، و مركز طواف الطَّائفين، و ملاذ التّائهين، و منارة استرشاد المسترشدين، و نهاية بحث الباحثين؛ أوّل الأوّل، و آخر الآخر، غياث المستضعفين، و رجاء الرّاجين، و منجد المستنجدين، و معطي السّائلين، و مجيب دعاء المضطرّين... (الله).
هي فرصةٌ أن أقف في محراب التّوحيد؛ فأرى الجمال، و عندها أتوحّد؛ فأصير الجمال.
في رحاب التّوحيد يذوب الوعد و الوعيد، و لا يبقى إلّا الحُبُّ.
"حُسين" يذوب في الحرف المنسجم المتمدّد في الأنحاء، و"حسن" يذوب في الكلمة الّتي تفيض معانيَ و تراتيل، و كلانا يذوب في حبِّ خالقه، و روعة اسمه، و تجلّي فيوضاته، و كلانا يعبّر بوسيلته، و تنسجم الوسيلتان، و تتكامل؛ فترى معي –أخي، أُختي- ما يراه كلانا، بل ربّما – و أظنّ- ترى ما لا نراه كلانا، خاصّة إذا نظرت من منظار فؤادك، و من شغف محبّتك، و من وسائل قربك و اقترابك.
ما بين "سبحان الله"، و "الحمد لله"،" ولا إله إلّا الله"، و ما بين الخطوط الهندسيّة، المنسجمة، المتّسقة، الصّاعدة، الهابطة، الرُّمحيّة، الورديّة، الأفقيّة، العموديّة، المتشعّبة في الأرجاء و النّواحي، كانت هذه القراءة لحظة صوفيّة، أغرقُ في تجلّيات الحرف، و أغوصُ في قداسة الكلمة و شرفها، و أُبحرُ في خلجان شواطئ الهندسة، والألوان،و الأفكار،والإيحاءات، و الإيماءات؛ فكانت هذه القراءة، و كان هذا الكتاب، أُقدّمه بكلّ محبّة، و مودّة، و تواضع؛ كتاب :"مرايا و خواطر: قراءة صُوفيَّة تأمّليّة في لوحاتِ الكاتب الفنّانِ التّشكيليِّ اللُّبنانيِّ حسين أحمد سليم آل الحاجّ يونس"، الّذي أقول له: " شكراً".