الخميس، 7 فبراير 2019


أسرار أمل

بقلم: السّفير الدّكتور الفخري حسين أحمد سليم

اللقاء التّعارفي الأوّل مع النّاطق الرّسمي لحركة أمل السّيّد حسين الموسوي الملقّب "أبو هشام" اتّسم بكثير من البساطة... حيث اصطحبني صباح ذات يوم مشمس من أواخر أيّام الشّتاء من العام ألف وتسعماية و ثمانين, السّيّد خضر الموسوي لمقابلة "أبو هشام" بناء لطلبه, فاستقبلنا يومها في الحديقة الجانبيّة الشّرقيّة المحاذية لمبنى مجلس القيادة في برج البراجنة, حيث كان جالسا مع بعض القياديّين يحتسون الشّاي ويتبادلون الأراء حول الأوضاع العامّة... ومنهم الأخوة: زكريّا حمزة المسؤول العسكري ومعه عقل سلمان حميّة, مصطفى الدّيراني المسؤول الأمني, الأستاذ حسن هاشم نائب الرّئيس, الحاج علي عمّار والحاج حسين الخليل والحاج أحمد حسين المسؤول المالي...
السّيّد خضر الموسوي كان يومها مسؤولا ثقافيّا لحركة أمل في لجنة منطقة حيّ السّلّم, وكنت حينها مسؤولا إعلاميّا إلى جانبه مع آخرين ومنهم الأستاذ زين مصطفى مسؤولا تنظيميّا, الأخّ عادل أمهز مسؤولا اجتماعيّا, الأخّ مصطفى مصطفى مسؤولا عسكريّا... وكنت بنفس الوقت مسؤولا إعلاميّا لكشّافة الرّسالة الإسلاميّة في مفوّضيّة بيروت, إلى جانب الأخ أحمد سعيد المصري مفوّضا لبيروت والجبل والأخوة أعضاء مجلس المفوّضيّة: فوّاز المصري وابراهيم العفّي ولميا جبق وعلي طاهر ياسين...
قدّم التّعريف بي السّيّد خضر الموسوي للسّيّد حسين الموسوي, و نوّه عقل حميّة بي كونه ابن بلدة طاريّا المحاذية لقريتي النّبي رشادي... و راح يذكر للحضور بعض أعمالي الفكريّة و الأدبيّة و الفنّيّة التي تمّ نشرها من قبل الحاج نعيم قاسم كمسؤول ثقافة و عقيدة بالتّنسيق مع السّيّد نزيه حسّون "ذو الفقار" كمسؤول إعلامي, و ذلك في نشرة "أمل و رسالة" التي أصبحت فيما بعد "أمل" و التي كانت تُذيّل باسم مستعار "أبو نجوى" حيث كنت أكنّى بإسم ابنتي البكر "نجوى" و عرض لبعض نشاطاتي و مساهماتي في تأسيس بعض خدمات البنية التّحتيّة لقرية الصّدر النّموذجيّة التي ساهم في و جوديّتها الإمام السّيّد موسى الصّدر... و كيفيّة التّعاون التي مارستها مع مندوب المجلس الإسلامي الشّيعي الأعلى في مستوصف قرية الصّدر النّموذجيّة الدّكتور علي عبّاس, و المساهمة الفاعلة في إنشاء منتدى فكري اجتماعي ثقافي كشفي مع الأخّوة: خضر جمال الدّين و عقل حميّة و حسن محمّد شقرة...
ترك التّعريف ارتياحا ملموسا لدى الحضور في ذلك الصّباح, ممّا حدا بالسّيّد حسين الموسوي بعد التّشاور مع القادة, طالبا منّي تصميم شعار جديد و مميّز لحركة أمل بأقصى سرعة ممكنة... فتهيّبت الأمر بداية و هو ما بدا على ملامح وجهي, و لكنّني تمالكت نفسي ضابطا مشاعري و أعصابي, رغم تصبّب العرق من جسمي, و ارتجاف يدي و أنا أرتشف الشّاي من الكوب... و قطعت وعدا أمام الجميع بابتكار و تصميم شعار جديد و مميّز لحركة أمل, على أن تكون كلمة "أمل" هي الأساس لأنها اختصار لعبارة "أفواج المقاومة اللبنانيّة" التي أطلق عليها بداية "حركة المحرومين" عند نشأتها الأولى في العام ألف وتسعماية وأربع وسبعين... و أنا في الجلسة بدأت تتراءى لخيالاتي رؤى شعار حركة المحرومين الذي ابتكره الدّكتور مصطفى شمران و هو شكل الشّبح المتحرّر من القمقم, و رسومات أوّل تقويم قام به الدّكتور مصطفى شمران أيضا, وصولا إلى شعار و راية حركة أمل الذي اعتمد مع اختيار السّيّد حسين الحسيني أمينا عاما لحركة أمل عقب اخفاء الإمام السّيّد موسى الصّدر... و كان لون الرّاية الأصفر و كلمة أمل بالخطّ الدّيواني باللون الأخضر ضمن هالة دائرة باللون الأحمر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق