الفنّان رسول و الفنّ
رسالة
بقلم: حسين أحمد سليم
الفنّان هو إنسان متكامل
الخَلقِ و الخُلُق، يبذل كلّ جهده في أن يقوم بما يجب عليه نحو الله و الوطن و
الإنسانيّة و المجتمع، و يساعد غيره في جميع الحالات، و يعمل بشرفه و كرامته و
أنسنته و أخلاقه...
و هو صادق، مخلص، نافع،
ودود، مؤدّب، رفيق، خلوق، مُطيع، باشّ، مقتصد، نظيف، وفيّ، مخلص، جريء و شجاع...
يتّصف بالمناقب الرّفيعة و الأخلاق الكريمة...
و من مباديء و أسس رسالة الفنّ
التي يجب على الفنّان الإلتزام بها كرسول فنّي:
الواجب نحو الله، الواجب
نحو البلاد، الواجب نحو الإنسانيّة، الواجب نحو المجتمع، الواجب نحو الذّات...
و الفنّ هو حركة تشكيليّة
مفتوحة للجميع، و لا تُفرّق بين الأصل أو الجنس أو اللون أو العقيدة أو الجغرافيا
أو المنطقة أو الإنتماء أو الدّين أو الطّائفة... و يُمارس الفنّ من أجل إشاعة
ثقافة الجمال بين النّاس في المجتمعات... و الهدف من الحركة الفنّيّة بشكل أساسي،
الدّعوة إلى وعي و عرفان عظمة الله التي تتجلّى في عظمة بدائع صنعه الجمالي المطلق
في هذا الكون، و توحيده الذي يتراءى في وحدة خلقه في هذا الوجود... و يبرز ذلك من
خلال ما يُجسّده و يُشكّله الفنّان في حركة فعل إبداعاته و إبتكاراته التي يُلهمه
الله إليها...
و الفنّان هو صادق يُوثق
بشرفه و يُعتمد عليه، و هو مؤمن بالله، مخلص لوطنه خدوم لأمّته، يُمارس الحقّ و
يحافط عليه دون تردّد... و هو نافع يساعد الآخرين على التّقدّم و الرّقيّ و تجويد
العمل الفنّي، و هو معين للنّاس لا يبخل عليهم بما منّ عليه الله به و أكرمه، و هو
صديق صدوق للجميع و أخ بارّ لكلّ فنّان آخر مهما إختلفت درجته الإجتماعيّة و
العلميّة و التّقنيّة و الإبداعيّة... و هو مؤدّب خلوق و كريم المناقب و مهذّب
الكلمة و التّصرّف، و هو رفيق بمخلوقات الله على مختلف أنواعها، و محبّ للطبيعة
التي يتفنّن في توقيعها و تشكيلها وفق مدارس فنّيّة جميلة، و هو محافظ على البيئة
أينما حلّ في كنفها ليستلهم منها، و هو بشوش و صاحب خلق عظيم، و رحب الصّدر يتفهّم
و يحترم الآخرين من الفنّانين الذين هم نظراء له في الخلق و الإبداع، و هو صاحب و
عي و عرفان يُقلبن عقله و يُعقلن قلبه في تعامله مع الآخرين... هذا و الفنّان طاهر
القلب، حسن القول، حميد الفعل، متواضع في إنسانيّته... يساعد و يحتضن من هم دون
خبرته، و يكتسب ممّن هم فوق خبرته...
و الفنّان كريم معطاء، يبذل
و يساهم و يشارك في جميع النّشاطات الفنّيّة دون قيد أو شرط... لأنّ الفنّان هو
رسول الجمال إلى الجميع... لا يُقيّد بجهة دون الأخرى، يمدّ يد العون للكلّ، و
يتعاون و يتكامل مع الجميع لنشر و تعميم ثقافة الوعي الفنّي في كلّ مكان...
و الإنتماء الأدبي لجهة
فنّيّة أو مجموعة تشكيليّة أو منتدى معيّن على قدر من النّشاط، لا يحدّ من حرّيّته
الفنّيّة، و لا تعيقه الإلتزامات في الجمعيّات الفنّيّة و التّشكيليّة من
المشاركات و المساهمات مع جهة فنّيّة أخرى على صعيد فردي أو جماعي، طالما الغاية
إشاعة ثقافة الوعي الفنّي و نشر لمسات الجمال لترقية الذّوق العام... لمرضاة الله
تعالى، و هو واجب على كلّ فنّان... و كم هو جميل و يعكس حالة من الوعي و العرفان و
الرّقيّ و رفعة الأخلاق الكريمة، التّفاعل و التّوأمة و التّكامل بين المجموعات
الفنّيّة و المنتديات التّشكيليّة من خلال المشاركات في الملتقيات الخاصّة و
العامّة، بمودّة و رحمة من الله تعالى و بركة من رضاه... و هو الأقرب للتّقوى و
المحبّة و الأنسنة...
فالفنّان هو رسول الجمال و
الفنّ هو رسالة الجمال، يحملها الفنّان بتكليف و مسؤوليّة و جدارة، و على الفنّان
أن يُحسن حمل هذه الأمانة الفنّيّة و العمل الجادّ و الصّادق على نشرها أينما
حلّ... و ذلك بالتّعاون و التّنسيق مع الجميع، و خاصّة النّاشطين في هذا المجال
الفنّي من مجموعات و منتديات... و عليه حفظ الحقوق الفنّيّة لأصحابها، كما يُحافظ
على حقوقه الفنّيّة، و عليه أن يكون أمينًا و مؤتمن... فتلك أمانة في عنقه... و لا
يجوز التّفريط بها مهما كان...
هذا و الصّفات و الألقاب
لم و لن و لا تُقدّم أو تُؤخّر في شخصيّة الفنّان المبدع و المبتكر فإبداعاته و
إبتكاراته هي صفاته و ألقابه و شهاداته و تقديراته... و النّقد الفنّي البنّاء هو
حالة تعاون بين الفنّانين للتّصويب و الرّقيّ و تطوير النّتاج الفنّي نحو الأفضل،
و على كلّ فنّان أن يُصقل ثقافته الفنّيّة بفلسفة الجمال و يتعمّق في وعي ثقافة
الفنّ ليكون ناقدًا عادلاً لأعمال أخوته و زملائه و أصدقائه من الفنّانين... و من
يشعر القصور في ثقافة الفنّ و الجمال و النّقد فعليه الإنتباه في إبداء رأيه في
موضوع فنّي حتّى لا يقع فيما لا تُحمد عقباه و يُنتقد على ما أبداه و لم يكن في
مكانه الصّحيح... و من صفات الفنّان الطّامح للنّجاح و التّقدّم و التّطوير أن
يتقبّل النّقد البناء من أين أتى، شرط أن يكون النّاقد مستوفي ثقافة النّقد الفنّي
و عارف بأبعاد ثقافة الفنّ و الجمال، و قادر على وضع الأمور في نصابها الصّحيح،
دون تجاوز أدبيّات و أخلاقيّات النّقد...
و إنّما الفنّانون أخوة في
الله و في الإبداع و لكلّ إبداعاته التي تُشكّل شخصيّته بميزة و فرادة، و الفنّان
أخ الفنّان أحبّ أم كره... و أن تكون فنّانًا، يعني أن تكون صادق و طاهر الفكر و
القول و العمل... و حامل الأمانة الفنّيّة بتكليف و مسؤوليّة...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق