مساري و مسيرتي و لوحتي
بقلم: حسين أحمد سليم
أكرمني الحقّ عدالة من
لدنه، مودّة و رحمة ببركة الحياة، لأنعم في هذا الوجود، و طمأنني بالإيمان و العلم
و مكارم الأخلاق، لأتلمّس كينونتي الإنسانيّة، و قلبي يتموسق في صدري بترانيم و
تراتيل و تجاويد ذكره و آياته... فوعيت بالإيمان نفسي و كينونتي و عرفت ذاتيّتي و
أنسنتي و سلطت طريق العلم و علمت ببعض ما لم أعلم... فآمنت وعيا باطنيّا و عرفانا
ذاتيّا بالله و كتبه و رسله... و احترمت قناعة بما أوتي النّبيّون به من ربّهم لم
و لن و لا أفرّق بين أحد منهم... و أنا به مؤمن و له مسلم و موحّد في التّوراة و
الإنجيل و القرآن...
زادني الله مكرمة بالإيحاء
الفلسفي و كرامة بالإبتكار الفنّي الحروفي و الخطوطي... فأكرمت ما أوحى الله لي إلهامًا
من البعد الآخر و التزمت الإنتماء الإنسانيّ هويّة و المسار القويم مسيرة و العمل النّافع
لمرضاته أقنوم حياة...
مارست العزف المنفرد موسقة
ترانيم خشوعيّة و تراتيل قداسة و تجاويد روحيّة على أوتار الحروف العربيّة... فشكّلتني
محارف لغة الضّاد في لوحات صوفيّة هندسيّة فنّيّة و تربيعيّة إبتكاريّة إبداعيّة...
تجاوزت في تصاميم عناصر كتلها التّربيعيّة حداثة العصر و ما بعد حداثة الحداثة،
إحياءً لتراث عربيّ إسلاميّ روحيّ قديم، أستنبط أسسه و أرسى قواعده و جوّد
تشكيلاته إمام الدّنيا و الدّين و الفلسفة وليّ المؤمنين... و كأنّها في مكنون
جوهرها ومضات و لمسات من قبسات جمال و حسن و كمال تتجلّى في جوهرها من مكنون حواري
عرائس الزّمان في المكان... ترفل بالنّور الشّفيف المنبثق سيّالات هدي و رشاد من
قلب الوجود... فإذا بها تتكوكب في نقطة إشراقيّة تتضرّع و تتهجّد و تتبتّل لله نور
السّموات و الأرض... بعضها يُرفرف فوق القنن و السّواري رايات أمل و بعضها يكتنز
في رموز و شعارات... و بعضها الآخر يتماهى تألّقا و عنفوانا في رحاب الشّبكة
العنكبوتيّة العالميّة للمعلومات... و يتصدّر جدران غرف منزلي و منازل البعض و
صالات العرض هنا و هناك... ترفل لها العيون التّوّاقة للحبّ الأقدس في المدى و
العشق الأطهر عبر الصّدى...
أحمل رسالتي الفنّيّة هويّة
و تكليفًا أدبيّا و أخلاقيّا، و أمارس الهدي و الرّشاد من المنظور الفنّي داعيًا
لله، أكرز بإبتكاراتي و إبداعاتي الفنّيّة الخطوطيّة و الحروفيّة بين الخلق العاقل،
كرسول حسن و جمال، أحطّ رحالي مساهمة في سبيل الله، و أمسك شراعي بين الأمواج
مشاركة لتفعيل الإبداع، و أعطي دون مقابل أينما يقتضي الواجب الإيمانيّ و
الإنسانيّ... لم و لن و لا يُراودني تفكير بمكاسب مادّيّة و توصيفيّة أو الظّفر و حياذة
ألقاب أو مراتب و صفات، و لا تستهويني الشّعارات الطّنّانة الرّنّانة... و يكفيني
فخرًا و إعتزازًا أنّني إنسان و إرتباطي بالقداسة لله و الإيمان به، و الطّهارة في
التّفكير و القول و العمل، و النّقاء و الصّفاء في السّريرة، فكلّ بني الإنسان
أخوة لي في الله و نظراء لي في الخلق، حتّى يثبت العكس و تبرز الحقيقة... و لم و
لن و لا أرتبط فعليّا، إلاّ بومضات النّقطة الإشراقيّة التي تقودني إلى حيث الله
نور السّموات و الأرض... فمساري في هذا الزّمن القاهر، طريق ذات الشّوكة... و
مسيرتي في هذا العصر الجائر محفوفة بالمصاعب، قبلتي منارة لم و لن و لا تنطفيء، و
شراعي يتهادى مطمئنّا بذكر الله بين عواتي الأمواج و زعزع الرّياح... لم و لن و لا
يرافقني أو يُواكبني أو يصادقني أو يؤاخيني أو يُزاملني... إلاّ من كان على شاكلتي
الإنسانيّة، إيمانًا و ثقة و تواضعًا و عطاءً في سبيل الله و لمرضاة الله...
كرامة و مكرمة و إكرام و
تقدير لوحتي من كرامتي و مكرمتي و إكرامي و تقديري... و كرامتي و مكرمتي و إكرامي و
تقديري من كرامة و مكرمة و إكرام و تقدير لوحتي... و كرامتنا و مكرمتنا و إكرامنا
و تكريمنا و تقديرنا معا رحمة و مودّة من الله تعالى... فلوحتي هويّتي أكرِّمها و
أقدّرها خلقا و إبداعا و تُكرّمني و تقدّرني وفاءً و إخلاصًا و يُكرّمنا و
يُقدّرنا الله مودّة و رحمة...
فهل من مكرمة أخرى ترقى
لمكرمة عدالة و رحمة الحقّ لي؟!. و هل من إكرام و تكريم يعرج لمكرمة و إكرام و
تكريم الله تعالى لي؟!...
جزيل شكري و فائق تقديري و
وافر إحترامي و أسمى آيات التّبريك... لكلّ من تابعني و يتابعني و واكبني و يواكبني
و أكرمني و يُكرّمني و يُكرّم لوحتي و يهتمّ بها و بي مكانا و زمانا...
فلوحتي وحيا و إلهاما و
ولادة و تصميمًا و تشكيلا و تنفيذًا... كانت و تبقى و ستبقى صدقة جارية للإنسانيّة
في سبيل الله... تُهدى حيث يشاء لها الله أن تُهدى، و تُعطى لمن يعرف معنى العطاء،
و تُستحقّ صداقا خالصا لمن يُكرمها و يحفظها كأنّها الجوهر المكنون... و إن أثمرت
ريعا مادّيّا، يُصرف مساهمة و مساعدة للأنسنة... ساهمت و أعطيت الكثير و سأستمرّ
بالعطاء و المساهمة على بركة الله و لرضاه... و لا نريد جزاءً و لا شكورًا إنّما
أجرنا و ثواب إبداعاتنا الفنّيّة الهندسيّة الخطوطيّة و الحروفيّة على الله و لله...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق