السبت، 28 أكتوبر 2017

مساري و مسيرتي و لوحتي
بقلم: حسين أحمد سليم
أكرمني الحقّ عدالة من لدنه، مودّة و رحمة ببركة الحياة، لأنعم في هذا الوجود، و طمأنني بالإيمان و العلم و مكارم الأخلاق، لأتلمّس كينونتي الإنسانيّة، و قلبي يتموسق في صدري بترانيم و تراتيل و تجاويد ذكره و آياته... فوعيت بالإيمان نفسي و كينونتي و عرفت ذاتيّتي و أنسنتي و سلطت طريق العلم و علمت ببعض ما لم أعلم... فآمنت وعيا باطنيّا و عرفانا ذاتيّا بالله و كتبه و رسله... و احترمت قناعة بما أوتي النّبيّون به من ربّهم لم و لن و لا أفرّق بين أحد منهم... و أنا به مؤمن و له مسلم و موحّد في التّوراة و الإنجيل و القرآن...
زادني الله مكرمة بالإيحاء الفلسفي و كرامة بالإبتكار الفنّي الحروفي و الخطوطي... فأكرمت ما أوحى الله لي إلهامًا من البعد الآخر و التزمت الإنتماء الإنسانيّ هويّة و المسار القويم مسيرة و العمل النّافع لمرضاته أقنوم حياة...
مارست العزف المنفرد موسقة ترانيم خشوعيّة و تراتيل قداسة و تجاويد روحيّة على أوتار الحروف العربيّة... فشكّلتني محارف لغة الضّاد في لوحات صوفيّة هندسيّة فنّيّة و تربيعيّة إبتكاريّة إبداعيّة... تجاوزت في تصاميم عناصر كتلها التّربيعيّة حداثة العصر و ما بعد حداثة الحداثة، إحياءً لتراث عربيّ إسلاميّ روحيّ قديم، أستنبط أسسه و أرسى قواعده و جوّد تشكيلاته إمام الدّنيا و الدّين و الفلسفة وليّ المؤمنين... و كأنّها في مكنون جوهرها ومضات و لمسات من قبسات جمال و حسن و كمال تتجلّى في جوهرها من مكنون حواري عرائس الزّمان في المكان... ترفل بالنّور الشّفيف المنبثق سيّالات هدي و رشاد من قلب الوجود... فإذا بها تتكوكب في نقطة إشراقيّة تتضرّع و تتهجّد و تتبتّل لله نور السّموات و الأرض... بعضها يُرفرف فوق القنن و السّواري رايات أمل و بعضها يكتنز في رموز و شعارات... و بعضها الآخر يتماهى تألّقا و عنفوانا في رحاب الشّبكة العنكبوتيّة العالميّة للمعلومات... و يتصدّر جدران غرف منزلي و منازل البعض و صالات العرض هنا و هناك... ترفل لها العيون التّوّاقة للحبّ الأقدس في المدى و العشق الأطهر عبر الصّدى...
أحمل رسالتي الفنّيّة هويّة و تكليفًا أدبيّا و أخلاقيّا، و أمارس الهدي و الرّشاد من المنظور الفنّي داعيًا لله، أكرز بإبتكاراتي و إبداعاتي الفنّيّة الخطوطيّة و الحروفيّة بين الخلق العاقل، كرسول حسن و جمال، أحطّ رحالي مساهمة في سبيل الله، و أمسك شراعي بين الأمواج مشاركة لتفعيل الإبداع، و أعطي دون مقابل أينما يقتضي الواجب الإيمانيّ و الإنسانيّ... لم و لن و لا يُراودني تفكير بمكاسب مادّيّة و توصيفيّة أو الظّفر و حياذة ألقاب أو مراتب و صفات، و لا تستهويني الشّعارات الطّنّانة الرّنّانة... و يكفيني فخرًا و إعتزازًا أنّني إنسان و إرتباطي بالقداسة لله و الإيمان به، و الطّهارة في التّفكير و القول و العمل، و النّقاء و الصّفاء في السّريرة، فكلّ بني الإنسان أخوة لي في الله و نظراء لي في الخلق، حتّى يثبت العكس و تبرز الحقيقة... و لم و لن و لا أرتبط فعليّا، إلاّ بومضات النّقطة الإشراقيّة التي تقودني إلى حيث الله نور السّموات و الأرض... فمساري في هذا الزّمن القاهر، طريق ذات الشّوكة... و مسيرتي في هذا العصر الجائر محفوفة بالمصاعب، قبلتي منارة لم و لن و لا تنطفيء، و شراعي يتهادى مطمئنّا بذكر الله بين عواتي الأمواج و زعزع الرّياح... لم و لن و لا يرافقني أو يُواكبني أو يصادقني أو يؤاخيني أو يُزاملني... إلاّ من كان على شاكلتي الإنسانيّة، إيمانًا و ثقة و تواضعًا و عطاءً في سبيل الله و لمرضاة الله...
كرامة و مكرمة و إكرام و تقدير لوحتي من كرامتي و مكرمتي و إكرامي و تقديري... و كرامتي و مكرمتي و إكرامي و تقديري من كرامة و مكرمة و إكرام و تقدير لوحتي... و كرامتنا و مكرمتنا و إكرامنا و تكريمنا و تقديرنا معا رحمة و مودّة من الله تعالى... فلوحتي هويّتي أكرِّمها و أقدّرها خلقا و إبداعا و تُكرّمني و تقدّرني وفاءً و إخلاصًا و يُكرّمنا و يُقدّرنا الله مودّة و رحمة...
فهل من مكرمة أخرى ترقى لمكرمة عدالة و رحمة الحقّ لي؟!. و هل من إكرام و تكريم يعرج لمكرمة و إكرام و تكريم الله تعالى لي؟!...
جزيل شكري و فائق تقديري و وافر إحترامي و أسمى آيات التّبريك... لكلّ من تابعني و يتابعني و واكبني و يواكبني و أكرمني و يُكرّمني و يُكرّم لوحتي و يهتمّ بها و بي مكانا و زمانا...

فلوحتي وحيا و إلهاما و ولادة و تصميمًا و تشكيلا و تنفيذًا... كانت و تبقى و ستبقى صدقة جارية للإنسانيّة في سبيل الله... تُهدى حيث يشاء لها الله أن تُهدى، و تُعطى لمن يعرف معنى العطاء، و تُستحقّ صداقا خالصا لمن يُكرمها و يحفظها كأنّها الجوهر المكنون... و إن أثمرت ريعا مادّيّا، يُصرف مساهمة و مساعدة للأنسنة... ساهمت و أعطيت الكثير و سأستمرّ بالعطاء و المساهمة على بركة الله و لرضاه... و لا نريد جزاءً و لا شكورًا إنّما أجرنا و ثواب إبداعاتنا الفنّيّة الهندسيّة الخطوطيّة و الحروفيّة على الله و لله...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق